اختتمت جامعة دار الكلمة والمنتدى الأكاديمي المسيحي للمواطنة في العالم العربي (Cafcaw)، لقاء تشاوري حول حرية الدين أو المعتقد لجنوب غرب آسيا وشمال افريقيا، والذي عقد على مدار يومين متتاليين في مدينة ليماسول في جزيرة قبرص، حيث جمع هذا اللقاء التشاوريّ اختصاصيّات واختصاصيّين في اللاهوت والسياسة والقانون والعلوم الإنسانيّة ونشطاء في شؤون سياسيّة واجتماعيّة وقانونيّة شتّى أتوا من المشرق العربيّ ومصر والخليج والمغرب العربيّ وأوروبّا، فضلاً عن حفنة من المشاركين من مجتمعات الشتات.
وقد تضمن اللقاء ورشات عمل وعروض اوراق اكاديمية بحثية ونقدية، وجلسات حوار أكاديمية والتي شملت جلسات تمهيدية وعامة وختامية، حيث تم التركيز خلال اللقاء على مناقشة ثلاثة محاور، فالمحور الأول كان حول سياق دول جنوب غرب آسيا وشمال إفريقيا والأجندات السياسيّة، والمحور الثاني ركز على حقوق الأفراد والجماعات الدينية وغير الدينية، وإدارة التنوع، أما المحور الثالث فناقش موضوع قوانين الأحوال الشخصية والمساواة الجندريّة في جنوب غرب آسيا وشمال إفريقيا.
وأكّد المشاركات والمشاركون أهمّيّة أخذ سياق المنطقة التي ينتسبون إليها في الاعتبار لما لا تزال تتّصف به من نقص في المساواة بين الأفراد والفئات المجتمعيّة، وذلك في قضايا لا تختصّ بالخيار الدينيّ حصراً، بل تشمل أيضاً، على سبيل المثال، العدالة بين الجنسين وغياب قوانين مدنيّة للأحوال الشخصيّة، فضلاً عن ضرورة قيام الدولة المدنيّة التي تحتضن التنوّع وتحمي الحرّيّة بمندرجاتها كافّة.
واختتم اللقاء التشاوري والذي تميز بمداخلات قصيرة ونقاشات في العمق تناولت القضيّة المطروحة بجلسة ختامية يرأسها القس البروفيسور متري الراهب مؤسس ورئيس جامعة دار الكلمة، وقد خرج اللقاء بمسوّدة نصّ هو بمنزلة ردّ من منطقة جنوب غرب آسيا وشمال إفريقيا على إشكاليّة حرّيّة الدين والمعتقد، على أن يصدر النصّ النهائيّ في منتصف شهر كانون الأول، وسيكون متاحاً على موقع جامعة دار الكلمة، وقد شدّدت هذه المسوّدة على أنّ هذه الحرّيّة يجب مقاربتها بوصفها جزءاً لا يتجزّأ من مفهوم الحرّيّة كحقّ إنسانيّ عامّ، علماً بأنّ هذا الحقّ يعبّر عن ذاته في مجالات شتّى، غير أنّه لا يتجزّأ ولا يمكن اختزاله بجانب واحد دون سواه. فالحرّيّة السياسيّة والاجتماعيّة لا تقلّ أهمّيّةً عن حرّيّة الدين والمعتقد وتتقاطع معها في مجالات عدّة.
ومن الجدير بالذكر أنه هدف اللقاء التشاوري الى تطوير نهج سياقي يتوافق مع الاحتياجات الملحة لجنوب غرب آسيا وشمال افريقيا، بالإضافة الى توفير منصة للمهتمين والمهتمات في جنوب غرب آسيا وشمال افريقيا والمغتربين لتبادل الأفكار حول حرية الدين أو المعتقد، حيث ناقش المشاركون التحديات التي تواجههم في معالجة القضايا المتعلقة بحرية الدين أو المعتقد في جنوب غرب آسيا وشمال افريقيا وآثارها وفرصها واستراتيجياتها، بالإضافة إلى انه تم تحديد التوصيات السياقية والخطوات المحتملة للمضي قدمًا.