إدارة وتنمية الموارد البشرية والطبيعية
الشرق الأوسط منطقة حباها الله موارد طبيعية مميزةً وبثراءٍ بشري وثقافي وإثنيّ لا مثيل له. إنه بحق لمنطقة غنية بموارد الطاقة الطبيعية
الشرق الأوسط منطقة حباها الله موارد طبيعية مميزةً وبثراءٍ بشري وثقافي وإثنيّ لا مثيل له. إنه بحق لمنطقة غنية بموارد الطاقة الطبيعية كالبترول والمعادن والغاز والشمس، بالإضافة إلى الأنهار والبحار والبحيرات، والصحارى والأراضي الخصبة والآثار السياحية، والموقع الاستراتيجي المميز بين قارات ثلاثٍ. هذه كلُّها تشهد بماضٍ غني ومستقبلٍ واعِد. ولكنّ ما ينقص هذه المنطقة هي مهاراتُ إدارةِ هذه الموارد، والتثقيف الشامل والمكثّف لتنميتِها تنمية مستدامة لصيانة البيئة والحفاظ على حيويتها، كي يكون لسكانِّها حياةٌ ولتكنْ أفضل.
في غياب المهارات اللازمة لإدارة هذه الموارد، ينقلبُ الغِنى إلى فقر، فتعيش شعوبُ المنطقة تحتَ أنظمة قمع سياسي؛ وفي وسط تعاظم هويات فئويةٍ متصادمةٍ تَهدر طاقاتِها وتنهب مواردَها، وتهدم آثارَها، وتُهجِّر أدمغتَها، ويصير العيشُ فيها مراً، ويصبح الإنسانُ المشرقي إمّا غريباً في داره تحت مسمياتٍ إثنيةٍ، ودينيةٍ وسياسية أو لاجئاً مهجّراً جراء الحروب، وحملات الإبادة، والقمع السياسي تارةً، والاضطهاد الديني تارةً أخرى.
ولا شك في أن زرع دولةِ إسرائيل في قلبِ هذه المنطقةِ لعبَ دوراً مهماً في تفتيتها وإهدار مواردها على التسلح، ناهيك عن الدور السلبي المتزايد الذي لعبته السياسات الخارجية للدول الكبرى الذي أدى إلى تمزيق النسيج الوطني ونشوء عناصر التطرف المشين في معظم بلاد الشرق الأوسط إبان العقود الأخيرة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. ولكنْ لا يمكن أن تتنصلَ حكوماتُ وشعوبُ وكنائسُ هذه المنطقةِ من المسؤولية.
إن مستقبلَ هذه المنطقة لمنوط بتعلُّم فن إدارة التنوع وإدارة الموارد الطبيعية والبشرية لنقل هذه المنطقة من الفقر إلى الحياه الكريمة، ومن حالةِ الضياع إلى بناء الإنسان والأوطان، ومن التفتُّت إلى خلق مساحاتٍ مشتركةٍ للإبداع والبناء. وهذه المنطقة التي أغنت العالم في حقبات مختلفة، أغنته إيماناً وعلماً وحضارة، وعليها أن تلحق بركْبِ المستقبل قبل فوات الأوان.