من يدرس أوضاع الشرق الأوسط اليوم لا بد وأن يصل إلى نتيجة مفادها أنه وبالرغم من تكاثر أعداد المتدينين في الكثير من بلداننا إلا أننا أصبحنا نفتقد لروحانية إنسانية عميقة تحيا على مخافة الله وتقدس الحياة وتكرم بني آدم وتحب الجار وتطلب له الخير أيّاً كان دينه أومذهبه أوهويته.
وبسبب غياب هذه العناصر الروحية والحيوية الهامة يلجأ الكثيرون للبحث عنها باطلاً في بدائل واجتهادات لا تمتّ إلى جوهر الدين بصلةٍ بل كثيراً ما تنجرف في تيارات تهتم بالقشور وتنصرف إلى ممارسات غير إنسانية.
من جهة أخرى، ورغم ازدياد أعداد حمَلة الشهادات الجامعية بكل تخصصاتها إلا أننا نرى أيضاً ضعفاً في الثقافة بأبعادها الإنسانية والحضارية، وقد قاربت الأرض التي أنبتت الحضارة أن تُقفِر جراء زحف «ثقافة الصحراء .»
لذا تفتقد المنطقة اليوم الى روحانية إنسانية رفيعة وثقافة حضارية أصيلة تقدس الحياة وتعلّي قدر الإنسان وتراعي مصالح الجار القريب والمجتمع الأوسع.